بسم الله والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنقل إليكم هذه القصة بعنوان: توبة مُغنٍ لعل أن يكون فيها عبرة لنا ولكم.
روي عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه مر ذات يوم في موضع من نواحي الكوفة، فإذا فتيان فساق قد اجتمعوا يشربون، وفيهم مُغنٍ يقال له: زاذان يضرب ويغني، وكان له صوت حسن،
فلما سمع ذلك عبدالله، قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله، وجعل الرداء على رأسه ومضى، فسمع زاذان قوله
فقال: من كان هذا؟
قالوا: عبدالله بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: وأي شيء قال؟
قالوا: إنه قال: ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى، فقام وضرب بالعود على الأرض فكسره، ثم أسرع فأدركه وجعل المنديل في عنق نفسه وجعل يبكي بين يدي عبدالله بن مسعود، فاعتنقه عبدالله بن مسعود، وجعل يبكي كل واحد منهما.
ثم قال عبدالله: كيف لا أحب من أحبه الله - عز وجل - فتاب إلى الله - عز وجل - من ذنوبه، ولازم عبدالله بن مسعود حتى تعلم القرآن، وأخذ حظاً من العلم حتى صار إماماً في العلم، وروي عن عبدالله بن مسعود وسلمان وغيرهما.
ما يستفاد من القصة:
1) تحريم المعازف.
2) فضل تلاوة القرآن بصوت حسن.
3) فضل محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4) ملازمة العلماء والتزود من طلب العلم.
جلعنا الله وإياكم من التوّابين.